فريضة الحج.. وجوب الحج وفضله
محتويات
1 وجوب الحج وفضله
2 من حج بيت الله الحرام فقد أتمًّ إسلامه
3 الحج والعمرة جهاد الكبير والضعيف والمرأة
4 أفضل الأعمال عند الله تعالى الحج المبرور
____________________________
فريضة الحج هي أحدُ أركان الإسلام الخمسة، وتُعتبر من أعظم الشعائر الإسلامية التي يؤديها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، فُرضت هذه الشعيرة العضيمة في السنة التاسعة من الهجرة، وهي واجبة على كل مسلم بالغ قادر على أدائها بدنياً ومالياً، وهي فرض مرة واحدة في العمر.
1 وجوب الحج وفضله
قَالَ الله تَعَالَى في كتابه العزيز: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (1)
وَعَنِ ابن عُمرَ، رضي اللَّه عَنْهُمَا، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَال: بُنِيَ الإسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهادَةِ أَنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلاةِ، وإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وحَجِّ البيْتِ، وصَوْمِ رَمَضَانَ. (2)
وعنْ أبي هُرَيْرةَ رضي الله عنه قالَ: خَطَبَنَا رسولُ اللَّه ﷺ، فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّ اللَّه قَدْ فَرضَ عَلَيْكُمُ الحَجَّ فحُجُّوا فقَالَ رجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رسولَ اللَّهِ؟ فَسَكتَ، حَتَّى قَالَها ثَلاثًا. فَقَال رَسُولُ اللِّه ﷺ: لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوجَبت وَلمَا استَطَعْتُمْ ثُمَّ قَالَ: ذَرُوني مَا تركْتُكُمْ، فَإنَّمَا هَلَكَ منْ كانَ قَبْلَكُمْ بكَثْرَةِ سُؤَالهِمْ، وَاخْتِلافِهِم عَلى أَنْبِيائِهمْ، فَإذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيءٍ فَأْتوا مِنْهُ مَا استطَعْتُم، وَإذا نَهَيتُكُم عَن شَيءٍ فَدعُوهُ . (3)
وَعنْهُ قَالَ: سُئِلَ النَّبيُّ ﷺ: أَيُّ العَمَلِ أَفضَلُ؟ قَالَ: (إيمانٌ بِاللَّهِ ورَسُولِهِ قيل: ثُمَّ ماذَا؟ قَالَ: الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قِيلَ: ثمَّ ماذَا؟ قَال: حَجٌ مَبرُورٌ) (4)
ما هو الحج المبرور؟
المبرور: هو الذي لا يرتكب صاحبه فيه معصية.
الحج المبرور: هو الذي لا رياء فيه، ولا سمعة، ولم يخالطه إثم ولا يعقُبه معصية، وهو الحج الذي وُفِّيت أحكامه، ووقع موقعًا لِما طُلِبَ من المكلَّف على الوجه الأكمل، وهو المقبول، ومن علامات القبول أن يرجع خيرًا مما كان ولا يعاود المعاصي، والمبرور مأخوذ من البر وهو الطاعة، والله أعلم. (5 و6)
وقال ﷺ: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) متفق عليه
وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام: (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) متفق عليه
يعني رجع من ذنوبه يعني كفّر الله خطاياه.
وأخرج البزار من حديث حذيفة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الإسلامُ ثمانيةُ أسْهُمٍ: الإسلامُ سهمٌ، والصلاةُ سهمٌ، والزكاةُ سهمٌ، والصومُ سهمٌ، وحجُّ البيتِ سهمٌ، والأمرُ بالمعروفِ سهمٌ، والنُّهْيُ عن المنكرِ سهمٌ، والجهادُ في سبيلِ اللهِ سهمٌ، وقد خَابَ مَنْ لا سَهْمَ لَهُ”. (7)
2 من حج بيت الله الحرام فقد أتمًّ إسلامه:
أخرج البخاري ومسلم وابن خزيمة واللفظ له من حديث عمر بن الخطاب رضى الله عنه في سؤال جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام، فقال: يا محمد ما الإسلام؟ قال: “الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وأن تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحج البيت، وتعتمر، وتغتسل من الجنابة، وأن تتم الوضوء، وتصوم رمضان، “قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟ قال: “نعم”، قال: صدقت.
3 الحج والعمرة جهاد الكبير والضعيف والمرأة:
أخرج النسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال:رسول الله صلى الله عليه وسلم: “جهاد الكبير، والضعيف، والمرأة: الحج والعمرة”. (8)
وأخرج ابن ماجه من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الحج جهاد كل ضعيف”. (9)
قال المناوي رحمه الله “الجهاد تحمل الألآم بالبدن والمال، وبذل الأرواح، والحج تحمل الآلام بالبدن وبعض المال دون الروح، فهو جهاد أضعف من الجهاد في سبيل الله، فمن ضَعُف عن الجهاد لعذر، فالحج له جهاد”؛ ا. هـ. (10)
4 أفضل الأعمال عند الله تعالى الحج المبرور:
أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ العمل أفضل؟ قال: “إيمان بالله ورسوله”، قيل: ثم ماذا؟ قال: “الجهاد في سبيل الله”، قيل: ثم ماذا؟ قال: “حَج مَبْرُورٌ”.
- قال المناوي رحمه الله “قدِّم الجهاد وهو ليس بركنٍ على الحج وهو ركن، لقصور نفع الحج غالبًا، وتعدِّي نفع الجهاد، أو كان حيث كان الجهاد فرض عين، وكان أهم منه حالتئذ”؛ اهـ. (11).
وقال العلامة ابن رجب رحمه الله:”الإيمان بالله ورسوله وظيفة القلب واللسان، ثم يتبعها عمل الجوارح، وأفضلها الجهاد في سبيل الله، وهو نوعان:
أفضلهما: جهاد المؤمن لعدوه الكافر، وقتاله في سبيل الله، والثاني من الجهاد: جهاد النفس في طاعة الله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله”؛ (رواه الإمام أحمد وابن حبان)؛ ا هــ. (12)
ورواه الترمذي بلفظ: “المجاهد من جاهد نفسه في الله”.
ونقل ابن رجب رحمه الله عن أبي الشعثاء أنه قال: “نظرتُ في أعمال البر، فإذا الصلاة تجهد البدن دون المال، والصيام كذلك، والحج يجهدهما، فرأيته أفضل”.
وأخرج ابن حبان من حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفضل الأعمال عند الله تعالى: إيمان لا شك فيه، وغزوٌ لا غلول فيه، وحج مبرور”.
- وأخرج الطبراني في الكبير من حديث ماعز رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئِلَ: أي الأعمال أفضل؟ قال:” الإيمان بالله وحده، ثم الجهاد، ثم حجة برَّة تفضل سائر الأعمال كما بين مطلع الشمس إلى مغربها”. (13)
وأخرج الإمام أحمد والطبراني من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: وبينما أنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل، فقال: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيله، وحج مبرور، فلما ولَّى الرجل، قال: وأهون عليك من ذلك إطعام الطعام، ولين الكلام، وحسن الخلق، فلما ولى الرجل، قال: وأهون عليك من ذلك لا تتَّهم الله على شيء قضاه عليك”. (14).
وصلنا الى ختام هذا الموضوع الحج فريضة عظيمة تجسّد روح الإسلام وتوحِّد المسلمين من مختلف الأعراق في مشهد إيماني مهيب، فبأداء هذه العبادة، يتحقق القرب من الله ويتجلى فضل الحج في نيل مغفرته ورحمته لذا، ينبغي للمسلم أن يسعى لأداء هذه الفريضة العظيمة حينما تتوافر لديه الشروط، ولا يؤجلها أبداً لأنك لا تدري متى سترحل.
____________________________________ المراجع
(1) [سورة آل عمران:97].
(2) صحيح البخاري (ح 8 ، 1082) ،صحیح مسلم ( ح 16).
(3) رواه مسلم.
(4) متفق عليه.
(5 و 6) (فتح الباري: 3/282) ، (شرح النووي على مسلم: 9/119).
(7) (صحيح الترغيب والترهيب: 741).
(8) (صحيح الترغيب والترهيب: 1100).
(9) (صحيح الجامع: 3171).
(10) (فيض القدير:3/407)
(11) (فيض القدير: 2/27)
(12) لطائف المعارف ص241).
(13) صحيح الجامع: 1091).
(14) (صحيح الترغيب والترهيب: 1307).