دمشق عاصمة الأمويين
دمشق هي أول عاصمة للأمويين بعد الفتح الإسلامي، وهي مدينة عريقة تاريخية، شيد بها أكبر مسجد في التاريخ الإسلامي وهو الجامع الأموي بدمشق، و فيها عاش كثير من الصحابة ودفنوا، وبها آثار كثيرة للخلافة الأموية،وهي حاضرة إسلامية شملت العلم والثقافة والأدب و كل العلوم الدنيوية، وما مر أحد بدمشق إلا فتن بها .
مدينة دمشق:
دمشقDamas هي جنة الله على الارض لحسن عمارتها، ووجود الغوطة بها، وخضرتها ومائها، وسميت دمشق لانهم دمشقوا في بنائها اي أسرعوا،و دمشق باسم دمشاق بن قاني بن لامك بن ارفخشد بن سام بن نوح .
تأسيس مدينة دمشق:
دمشق هي من أعرق المدن التاريخية بل وأقدم عواصم العالم ، يقال أنها بنيت في عهد نوح ويقال في عهد ابن ابراهيم الخليل .
روى عن كعب الأحبار قال: أول حائط وضع على وجه الأرض بعد الطوفان حائط حران ودمشق ثم بابل، وفي رواية أخرى أن نوحاً لما نزل من الجبل، أشرف فرأى تل حران بين نهري جلاب وريصان فأتاه فبنى حائط حران، ثم سار فبنى حائط دمشق ثم رجع إلى بابل فبناها .(1)
وفي رواية أخرى أن جيرون بن سعد بن عاد بن عوض نزل دمشق وبنى مدينتها وسماها جيرون، قال الحافظ وجدت في بعض الكتب أن جيرون وبريد كانا أخوين وهما ابنا سعد بن لقمان بن عاد، وهما اللذان يعرف جيرون وباب البريد بدمشق بهما .
وقد تعاقب فيها حكم الآراميين ثم الرومان والبيزنطيين ثم الحكم الفارسي، حتى فتحها خالد بن الوليد ،وأبو عبيدة بن الجراح ، وقامت بها الدولة الأموية وكانت عاصمة الخلافة، وفيها حدتث تغييرات بدمشق فكان العهد الأموي عهد ازدهار لدمشق، ثم العصر العباسي وعهد المماليك والدولة العثمانية حتى وصلت لعصرنا الحديث ودمشق قائمة كأجمل المدن التاريخية.
الحكم الأموي في دمشق:
في دمشق أسست الدولة الأموية ،بعد حصار خالد بن الوليد لدمشق وفتحها مع أبو عبيدة بن الجراح، وبعد فتحها تولى معاوية بن أبي سفيان ولاية الشام ،وفي فتنة مقتل عثمان استقل معاوية عن الخليفة علي بحكم الشام ،وبعد وفاة علي رضي الله عنه تنازل له الحسن عن الخلافة ،فأسس الدولة الأموية والتي كانت عاصمتها دمشق على يد معاوية.
وبنى الوليد الجامع الأموي الكبير وازدهرت دمشق في العهد الأموي ازدهارا ثقافيا وعمرانيا وعلميا لا مثيل له.
أسماء مدينة دمشق:
دمشق مدينة عريقة تعددت أسماؤها وألقابها عبر التاريخ منها: قيل الفيحاء وذات العماد، التي ترتبط بعراقتها، وجلق، الذي يرمز إلى بساتينها، والفيحاء وهو الذي يشير إلى اتساعها وخصوبتها. تُعرف أيضاً بـدرة الشرق وشامة الدنيا لجمالها الفريد وهي الشام ، ومدينة الياسمين لما تتميز به من أزهار الياسمين. كما أُطلق عليها الشام الشريف وكنانة الله، في دلالة على مكانتها الدينية.
موقع دمشق:
دمشق عاصمة سوريا تقع جنوب البلاد في الجهة الغربية من حوض دمشق على هضبة ترتفع 690 مترًا فوق مستوى سطح البحر.
تمتد مساحة محافظة دمشق على نحو 26 ألف كيلومتر مربع، بينما تقتصر مساحة المدينة نفسها على 105 كيلومترات مربعة.
يحيط بها من الشمال والغرب جبال القلمون وسلسلة جبال لبنان الشرقية، ومن الجنوب والشرق المرتفعات البركانية لمنطقتي حوران والجولان.
يشق نهر بردى المدينة، فاصلاً بين “دمشق القديمة” و”دمشق الحديثة”، كما تطل من الشمال الغربي على جبل الشيخ، الذي يعد أعلى قمة في سلسلة جبال لبنان الشرقية، كما تتميز بجغرافيتها المتميزة.
غوطة دمشق:
الغوطة موضع بالشام خارج دمشق يحيط بها، وتنفسم لغوطة شرقية وغوطة غربية ، “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ستفتح عليكم الشام فعليكم بمدينة يقال لها دمشق هي خير مدائن الشام وفسطاط المؤمنين بأرض منها يقال لها الغوطة.”
بها يمر نهر بردى وخضرة وبساتين، وأشجار للفواكه بكل انواعها واطيبها، ومدينة دمشق هي جنة المشرق، وعروس مدن سوريا والغوطة بدمشق بها ظل ظليل، وماء سلسبيل،وهي جنة على الأرض،و متنفس لأهل دمشق ، وفيها ذكرت أشعار العرب وأحاديثها وقصصها.
وقال في دمشق الشاعر أحمد شوقي:
آمنت بالله واستثنيت جنته
دمشق روح وجنات وريحان
قال الرفاق وقد هبت خمائلها
الأرض دار لها الفيحاء بستان
جرى وصفق يلقانا بها بردى
كما تلقاك دون الخلد رضوان
نهر بردى في مدينة دمشق:
ينبع نهر بردى من بحيرة نبع بردى الواقعة جنوب الزبداني في سلسلة الجبال السورية شمال غرب دمشق وسمي بالجنة ، على ارتفاع يتجاوز 1100 متر.
يبدأ مساره من نبع غزير عند أقدام جبل الشير منصور، ثم يسير متعرجًا عبر وادي عميق يُعرف باسم وادي بردى حتى يصل إلى مدينة دمشق عند منطقة الربوة.
يتفرع النهر في هذه المنطقة إلى ستة أنهار فرعية:
على اليسار: يزيد وثورا، على اليمين: المزاوي، الديراني، قنوات، وبانياس.
تمر هذه الفروع عبر خانق الربوة، مكونة شبكة مائية تغطي أحياء دمشق، ومنها تتفرع إلى مناطق غوطة دمشق لتروي أراضيها الخصبة وبساتينها.
يعد نبع عين الفيجة من أهم الينابيع التي تغذي النهر، حيث يضاعف غزارته، يتابع بردى جريانه مخترقًا دمشق والغوطة في اتجاه الشرق والشمال الشرقي، ليصل إلى بحيرة العتيبة جنوب شرق دمشق، قاطعًا مسافة 71 كيلومترًا من منبعه إلى مصبه، يشكل النهر بفرعيه وشبكته دورًا رئيسيًا في حياة دمشق، فهو ليس مجرد نهر، بل شريان يغذي المدينة بالحياة.
جبل قاسيون بمدينة دمشق:
جبل قاسيون هو جبل تاريخي يطل على مدينة دمشق وبساتينها ، وفيه معالم أثرية مثل مغارة الدم التي يقال أن فيه قتل قابيل هابيل.
وفي تاريخ ابن عساكر،في كتابه “تاريخ دمشق” أشار إلى قصة ترتبط بالنبي إبراهيم عليه السلام.
تقول الرواية إن إبراهيم ولد بالقرب من جبل قاسيون في قرية تدعى برزة، حيث يُعتقد أنه مكث في مغارة ضيقة وطويلة تقع على بُعد كيلومتر ونصف من الموقع المعروف حاليًا، في هذه المغارة، تأمل إبراهيم عليه السلام في الكون وراقب الكواكب والقمر والشمس، كما ورد في القرآن الكريم: “فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين. فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين” الأنعام76
أبواب مدينة دمشق:
تحتوي دمشق القديمة على ثمانية أبواب أغلق بعضها وبقي بعضها مفتوحا إلى عصرنا منها:
باب توما: يقع في الجهة الشمالية الشرقية للمدينة القديمة، قرب حي القصاع.
باب الجابية: في الجهة الغربية من المدينة القديمة، عند مدخل سوق مدحت باشا حاليًا.
باب كيسان: يقع في الجهة الجنوبية الشرقية للمدينة القديمة، قرب منطقة الصناعة وحارة اليهود سابقًا.
باب السلام: يقع إلى الشرق من باب الفراديس، باتجاه المنعطف الشرقي للسور.
باب الفرج: في الجهة الشمالية للمدينة، بين العصرونية والمناخلية.
باب شرقي: وهو عند المدخل الشرقي للمدينة، وهو الوحيد الذي يحتفظ بالطراز الروماني الأصلي.
. باب الفراديس (باب العمارة): يقع شمال المدينة القديمة.
باب الصغير: يقع في الجهة الجنوبية قرب حي الشاغور.
الكاتبة: مارية الزروالي
المصادر:
ـــــــــــــــــــ
1- ابن فضل الله العمري ،مسالك الأبصار في ممالك الأمصار ،باب ذكر دمشق وبنائها.
