كيف تصلي صلاة عيد الفطر بالتفصيل
صلاة عيد الفطر فرض كفاية إذا قام بها البعض سقط الاثم عن الباقي، وإذا تُركت من الكل أثم الجميع، فهي سنة مؤكدة، و تقام صباح عيد الفطر بعد الفجر، وفيها من التكبير والحمد والتمجيد لله عز وجل شكرا له على بلوغ رمضان وإتمام صيامه.
في أي سنة فُرضت صلاة العيد؟
شرعت صلاة العيد بعد السنة الثانية للهجرة على النبي صلى الله عليه وسلم ، و سمي العيد عيدا لأنه يعود ويتكرر في وقته، وقد حرص الصحابة عليها والنبي صلى الله عليه وسلم، وأمر النبي النساء بصلاة العيد، وفيها يسن للمصلي أن يبدأ بالتكبير لصلاة العيد بعد صلاة الصبح، وهي صلاة تأتي بعدها الخطبة وذالك من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، واتفق الائمة انها صلاة دون أذان ولا إقامة، وذالك اقتداء بما فعل النبي في سنن العيدين.
شروط صلاة عيد الفطر:
من شروط صلاة عيد الفطر دخول الوقت فلا تجوز صلاة عيد الفطر قبل وقتها، ومن أهم شروطها وجود عدد لا يقل عن ثلات اشخاص، أي لاتجوز في أقل من ذالك، والواجب اجتماع المسلمين لها، ولا تجب على المسافر غير المستوطن، ورخص فيها النبي للحائض بالخروج للمصلى، ومن هدي النبي أنها كانت تقام في المصلى دائما، وهي صلاة لا تقضى لمن لم يحضرها، ولا تشرع إلا بالاجتماع.
وأما في مكان أدائها فالأفضل المصلى، ووقع الخلاف بين العلماء، ومنهم مَنْ فَضل الخلاء والْمُصَلَّى خارج المسجد، تأسيا بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم من رأى المسجد أفضل، ومنهم الشافعية حيث قالوا أن المسجد أفضل لشرفه، وردوا على دليل مَنْ فَضَّل المصلَّى بأن علة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لعدم اتساع مسجده لأعداد المصلين الذين يأتون لصـلاة العيد، واجتمع باقي الائمة على صلاة المصلى أنها أفضل.
وقت صلاة عيد الفطر 2025
وقتها الأصلي بعد أن ترتفع الشمس قدر رمح، إلى وقت الزوال حتى تنتهي حمرة الشمس، وذالك ما تبث عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، والأصل أن تكون في المصلى، لظهور الشعيرة واجتماع الناس وذالك الثابت في عهد النبي، وتجوز في المسجد الجامع إذا كان عذر المطر أو الريح.
كيفية صلاة عيد الفطر 1446:
قال عمر رضي الله عنه : “صلاة الفطر والأضحى ركعتان ركعتان، تمام غير قصر على لسان نبيكم، وقد خاب من افترى.”
وتصلى ركعتان قبل الخطبة لقول عمر رضي الله عنه، و
يكبر في الأولى بعد تكبيرة الإحرام والاستفتاح، وقبل التعود ستا، وفي الثانية قبل القراءة غير تكبيرة القيام.
لحديث عائشة مرفوعا: ( التكبير في الفطر والأضحى في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات سوى : سوى تكبيرتي الركوع ).
ويرفع يديه مع كل تكبيرة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يرفع يديه مع التكبير ، ثم يقرأ بعد الاستعاذة جهرا بغير خلاف، ويقرأ الفاتحة، وفي الأولى بسبح اسم ربك الأعلى، وفي الثانية بالغاشية لقوله سمرة: (كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين {سبح اسمَ رَبكَ الْأَعْلى} و {هَلْ أتاك حَدِيث الْغاشية}.
وصح عنه أنه كان يقرأ في الأولى بـ {قَ وَالْقُرْءَانِ الْمَجِيدِ} وفي الثانية: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} فيراعي الإتيان هذا مرة، وهذا مرة، عملا بالسنة، مع مراعاة ظروف المصلين، فيأخذهم بالأرفق.
وفي الصحيح عن جابر رضي الله عنه: شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم العيد، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، بلا أذان ولا إقامة، ثم قام متوكئا على بلال، فأمر بتقوى الله تعالى، وحث على طاعته، ووعظ الناس وذكرهم، ثم مضى حتى أتى النساء، فوعظهن وذكرهن، وقال: يا معشر النساء، تصدقن، فإنكن أكثر حطب جهنم، فقامت امرأة من سطة النساء، سفعاء الخدين، فقالت: لم يا رسول الله؟ فقال: لأنكن تكثرن الشكاة، وتكفرن العشير. فجعلن يتصدقن من حليهن، يلقين في ثوب بلال من أقراطهن و خواتيمهن.(1)
وعن سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى، وأول شيء يبدأ به الصلاة، ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم، فيعظهم، ويوصيهم ويأمرهم، وإن كان يريد أن يقطع بعثا أو يأمر بشيء أمر به ثم ينصرف).
سنن صلاة عيد الفطر:
من سنن صلاة عيد الفطر أن تؤدى في مكان كبير وواسع خارج البلد، ليجتمع فيه المسلمون، أو مثل المصلى في عصرنا حيث يجتمع الناس، ولا تصلى في المسجد إلا لعذر.
ومن السنن ان لا يخرج المسلم للمصلى حتى يأكل تمرات، وذالك اقتداء بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، لانه لم يخرج لصلاة عيد الفطر حتى يفطر تمرا.
ويسن الخروج باكرا بعد صلاة الصبح ويمشي حتى يدنو من الإمام وينتظر ويأخذ في ذالك اجر التكبير وانتظار الصلاة.
ومن سنن عيد الفطر لبس الثياب الجديدة أو افضل ما وجد منها والتطيب، والتجهيز فتعظيم شعائر الله من تقوى القلوب، وهو يوم مميز في شعائر المسلمين يفرح فيه المسلم ويبتهج، فعن أنس قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فى الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هذان اليومان؟
قالوا: يومان كنا نلعب فيهما فى الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر).
ويسن في الخطبة أيضا الوعظ وأن تكون شاملة لجميع أمور الدين، ويحثهم على زكاة الفطر، ويعظ النساء ويذكرهم، اتباعا واقتداء بفعل النبي صلى الله عليه وسلم حين وعظ النساء وذكرهن وذالك بعد الصلاة.
ويسن كثرة التكبير لقول الله تعالى: { ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم}، وذالك تكبر وحمد لله عز وجل على إتمام الصيام والطلب بقبول الأعمال، وذالك في العيدين أيضا.
وتسن مخالفة الطريق فيذهب إلى المصلى من طريق ويعود من طريق آخر، لحديث جابر رضي الله: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق)
وقيل ذالك يعود لأن يشهد له الطريقان جميعا، وقيل لإظهار شعيرة الاسلام فيهما.
ومن السنن أيضا أن يقال تقبل الله منا ومنك صالح الأعمال فذالك كان يفعله الصحابة رضوان الله عليهم، مع الابتهاج بالعيد والسرور بحضوره وبلوغه.
ختاما صلاة عيد الفطر عند المسلمين من أكثر الشعائر الدينية التي يرتبط بها المسلمون، ويتواجدون بها تأسيا بالنبي صلى الله عليهم وسلم، فتجد المصليات يرتفع فيها التكبير والحمد على نعمة إتمام رمضان، ونهاية الصيام، والابتهاج بقدوم عيد الفطر.
المصادر:
ــــــــــــــــ
1ـ إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام، العلامة تقي الدين بن دقيق العيد، باب العيدين، ص465، دار ابن حزم