مبطلات الصيام

مبطلات الصيام

مبطلات الصيام أو بتعبير آخر مفسدات الصيام هي تلك الأفعال أو الأسباب التي إذا وقعت وحدثت أثناء فترة الصيام، تُفقد الشخص صيامه تجعله فاسداً.

مبطلات الصيام منها ما هو متفق عليه من قبل العلماء ومنها ما هو محل خلاف، وهناك بعض الأفعال التي تُعتبر خاصة بالإناث دون الذكور، في هذا المقال من موقع مدى بلس، سنتعرف على مبطلات الصيام بالتفصيل.

مبطلات الصيام المتفق عليها

1 الجماع: اتفق علماء الأُمة على أن الجماع أو المعاشرة الزوجية في نهار رمضان يُبطل الصيام، استنادًا إلى قوله تعالى في كتابه العزيز: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ) [سورة البقرة: 187]. كما ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: “بينما نحن جلوسٌ عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله، هلكت، فقال: ما لك؟ قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم”، وبهذا يعتبر الجماع في نهار رمضان مفسدًا للصيام.

2 الاستقاءة (التقيؤ عمداً): الاستقاءة هي التسبب في القيء عمدًا، وهو من مبطلات الصيام حسب رأي جمهور العلماء، مثل الشافعية والحنابلة وكذا المالكية، أما القيء غير المتعمد، فلا يفسد الصيام، ويستند العلماء في ذلك إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمدًا فليَقضِ”.

3 الأكل والشرب عمداً: يعتبر الأكل أو الشرب عمداً في نهار رمضان من مفسدات الصيام، فإذا أكل الشخص أو شرب بنية تعمد، يفسد صومه وعليه القضاء، أما إذا حدث ذلك سهواً ونسياناً، فلا يبطل صيامه، كما جاء في الحديث الصحيح: “من نَسٍي وهو صائم فأكل أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه”.

4 الاستمناء: الاستمناء، الذي يتضمن إنزال المني عن طريق النظر أو الأفعال التي تشبه مقدمات الجماع، يُبطل الصيام باتفاق العلماء. وهو من الأفعال التي يجب على فاعلها القضاء، لكن لا يُطالب بكفارة كما هو الحال في الجماع.

5 الردّة: الردّة عن الإسلام، التي تعني الرجوع عن الدين، تُبطل الصيام، وقد أجمعت الأمة على ذلك.

مبطلات الصيام خاص بالمراة

6 الحيض والنفاس: يعتبر دم الحيض والنفاس من مبطلات الصيام للنساء. فإذا نزل دم الحيض أو النفاس قبل غروب الشمس، يجب على المرأة أن تُفطر وعليها قضاء ما أفطرته بعد طهرها. وهذا ثابت بما رواه الصحابة، حيث قالت أم المؤمنين عائشة: “كان يُصِيبُنَا ذلك فنُؤمَرُ بقضاء الصوم ولا نؤمرُ بقضاء الصلاة”.

مبطلات الصيام الغير متفق عليها

• الإغماء: الإغماء لفترات طويلة قد يفسد الصيام، حيث اختلف العلماء في حكمه، فقد ذهب بعضهم إلى أن الإغماء لمدة يوم كامل مفسد للصوم ويستلزم القضاء، بينما رأى آخرون أن الصيام يبقى صحيحاً إذا كان الإغماء لفترة قصيرة من اليوم.

• الجنون: اتفق العلماء على أن الجنون يُسقط فريضة الصيام عن المجنون، أما إذا أصاب الشخص الجنون لفترة قصيرة أثناء النهار، فقد تختلف الآراء بين العلماء حول صحة صيامه.

• الحجامة: رغم أن بعض العلماء مثل الحنابلة يرون أن الحجامة تُبطل الصيام، فإن المذاهب الأُخرى يرون غير ذالك، مثل المالكية والشافعية، ترى أن الحجامة لا تفسد الصيام طالما أن الشخص لا يشعر بتأثيرات جسدية شديدة.

شروط بطلان الصوم

لا يُعد الصيام باطلًا بمجرد وقوع أحد مبطلاته، إلا إذا توافرت عدة شروط أساسية، مثل:

العلم: يجب أن يكون الشخص على دراية وعلم بأن ما قام به يفسد صيامه.

الإرادة: يجب أن يكون العمل الذي قام به الشخص ناتجاً عن إرادته، ولا يكون تحت إكراه، يعني لا يلزمه أحد بفعل من الأفعال يؤدي في النهاية إلى إفساد صيامه.

الذكر: إذا نسي الشخص وأفطر، فإنه لا يُؤاخذ ولا يُفسد صيامه.

أركان الصيام:

أحببت في هذا المقام الى أن ننبه ونذكر باركان الصيام رغم انه ليس موضوعنا.

الصيام ليس فقط اجتناب الطعام والشراب، بل له أركان أساسية لا يصح الصيام إلا بها:

1 النية: يجب على المسلم أن ينوي الصيام قبل الفجر يعني يُبيت النية ينوى الصيام قبل ذهابه الى النوم.

2 الإمساك عن المفطرات: يشمل ذلك الامتناع عن الطعام والشراب والجماع من الفجر إلى غروب الشمس.

خلاصة القول: مبطلات الصيام أو مفسدات الصيام، هي أفعال إذا حدثت نهار رمضان تؤدي إلى فساد وبطلان الصوم، ويجب على المسلم أن يكون على دراية وعلم بها لتجنبها، إذا حدث أحدها عن غير قصد أو بجهل، فقد يختلف الحكم في بعض الحالات، ولكن من الضروري العلم بهذه المسائل حتى يكون الصيام صحيحاً.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد