هل يجوز صيام شوال يوم ثاني من العيد؟

صيام ست من شوال

محتويات
1 هل يجوز صيام شوال يوم ثاني من العيد؟
2 هل صيام الست من شوال مكروه عند المالكية؟

3 ماحكم جمعها مع صيام القضاء بنية واحدة ؟
__________________

1. هل يجوز صيام شوال يوم ثاني من العيد؟

صيام الست من شوال ووقت الشروع فيها:
يمكن للمسلم أن يشرع في صيام الست من شوال بعد العيد مباشرة أي من ثاني يوم من شهر شوال وذلك لما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر)، فقوله عـلـيـه الـصــلاة والسلام : “مــن شــوال” عبارة شاملة
الجميع أيام الشهر، مـا عـدا يــوم الـعـيـد؛ لثبوت النهي
عن صومه، وعيد الفطر هو يوم واحد وليس مجموعة أيام ، بخلاف عيد الأضحى فإنه يلحق بـه في النهـي عـن صــومـه أيام التشريق الثلاثة، التـي قال فيها عليه الصلاة والسلام: “أيام التشريق هي أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل ”
وبناء على ما تقدم أقول : بأنه لا حرج في ابتداء صيام الست من شوال ابتداء من اليوم الثاني من العيد، وقد يكون ذلك أفضل ؛ لما فيه من المبادرة والمسارعة إلى الخيرات والفوز بمرضاة الله، ولما فيه من تحقيق المتابعة الواردة في قوله عليه الصلاة والسلام: “من صام رمضان ثم أتبعه ست من شوال كان كصيام الدهر”.
وتجدر الإشارة إلى أن من كان عليه قضاء من رمضان فينبغي له أن يُقدم القضاء على صيام النافلة لأن المسلم لا يتحقق أنه صام رمضان حتى يؤدي صيام رمضان أداء وقضاء إن كان عليه قضاء .
ولا يتحقق إتباعه بست من شوال حتى يصوم الفرض.

وذلك لورود أحاديث فسرت ووضحت معنی صيام الدهر وأنه من باب الحسنة بعشر أمثالها ، مثل الحديث الذي رواه الإمام أحمد وغيره عن ثوبان رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “صيام شهر رمضان بعشرة أشهر، وستة أيام بعدهن بشهرين، فذلك تمام سنة”.

2.هل صيام الست من شوال مكروه عند المالكية؟

3 ماحكم جمعها مع صيام القضاء بنية واحدة؟
إن الله عز وجل شرع بجانب كل فريضة نوافل لجبر ما قد يكون فيها من نقص أو خلل، ومما شرع على لسان نبيه صيام الست من شوال؛ روى الإمام مسلم وغيره أن النبيﷺ قال: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِنًّا مِن شَوَّالٍ،
كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»، وصيامها مشروع ومندوب
إليه؛ بيد أن الإمام مالك- رحمه الله – كرهه لعلــة
بينها في الموطأ فقال: “إنه لم ير أحدا من أهل العلم والفقه يصوم ست من شوال ولم يبلغني ذلك عن أحد من السلف، وإن أهل العلم يكرهون ذلك ويخافون
بدعته، وأن يُلحق برمضان ما ليس منه أهلُ الجهالة والجفاء [1].
وأما قول من ادعى بأن الحديث لم يبلغ مالكاً فدعوى بدون بينة؛ لأن الحديث رواه الستة ومثل هذا مما لا يخفى على مالك وهو عالم المدينة، وإمام المحدثين [2].
أما جمع صيامها مع صيام القضاء بنيــة واحدة فيدخل ضمن ما يسمى عند الفقهاء بالتشريك بين عبادتين بنية واحدة؛ ولم يتطرق المالكية لمسألة التشريك لصيام قضاء رمضان مع صيام الست من شوال بنية واحدة لكونه مكروها عندهم، ولكنهم أوردوا التشريك في جزئيات أخرى منها في صيام القضاء رمضان مع صيام عاشوراء أو عرفة والغسل للجمعة مع الجنابة، وتحية المسجد مع الظهر وركعتي الإحرام أو ركعتي الـطواف مع الفريضة.
_______________
المراجع:
_ كتاب فقهيات مختارة صيام ست من شوال في المذهب المالكي، لجماعة من العلماء، الطبعة الأولى٢٠٢٠، مركز الإمام مالك الإلكتروني.
1. الموطأ:(ج1/ص٣١٠)
2.الاستذكار لابن عبد البر(٣/٣٨٠).

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد