عثمان بن عفان صحابي تستحي منه الملائكة

عثمان بن عفان الصحابي الذي تستحي منه الملائكة

عثمان بن عفان صحابي جليل رضي الله هو ثالث الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة، اشتهر بحيائه وكرمه وسخائه في خدمة الإسلام والمسلمين.
وُلد عام 576م 47 قبل الهجرة في مكة لعائلة قرشية تنتمي لبني أمية، وكان جميل الخلق بل وأشد الناس جمالا، جميل الصفات طيبا كريما، وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة تستحي من عثمان رضي الله عنه.

نسب عثمان بن عفان:

عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ، أمير المؤمنين ، أبو عمرو ، وأبو عبد الله ، القرشي الأموي ، ولد بمدينة الطائف عام الفيل،وكان أول ممن أسلم على يد النبي صلى الله عليه وسلم قبل دخول دار الأرقم، وتزوج من بناته رضي الله عنه.

صفات عثمان بن عفان:

كان عثمان أحسن الناس خِلقة لا طويلا ولا قصير ، حسن الوجه بلحية كبيرة واسع المنكبين ، يخضب بالصفرة ، وكان قد شد أسنانه بالذهب .
وكان كريما جوادا، وقد اشترى أرضا فوسع على المسلمين في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال النبي من يشتري بئرا بأن له الجنة، وقد كان صاحبها يمنعها عن المسلمين ،فاشترى عثمان البئر ووهبها للمسلمين، وكان يتصدق بماله ويعتق رقبة كل جمعة وذالك منذ بايع بيده النبي صلى الله عليه وسلم، وكان زاهدا في الدنيا يقوم الليل بالقرآن ويتعبد لله ابتغاء في ما عند الله .

إسلام عثمان بن عفان وهجرته:

لما أسلم عثمان بن عفان أخذه عمه الحكم بن أبي العاص فربطه وقال: أترغب عن ملة آبائك إلى دين محدث؟ فقال والله لا أحلك أبداً حتى تتترك ما أنت عليه من هذا الدين, فقال عثمان : والله لا أتركه أبداً ولا أفارقه ، فلما يأس من رجوعه على دينه تركه، وكان عثمان من أوائل من اسلموا قبل دخول دار أبي الأرقم .
وعثمان بن عفان ممن هاجر من مكة إلى أرض الحبشة الهجرة الأولى والهجرة الثانية، ومعه فيهما جميعاً امرأته رقية بنت رسول الله ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(إنهما لأول من هاجر إلى الله بعد لوط).

ذو النورين عثمان بن عفان:

لقب عثمان بذو النورين لأنه تزوج بنتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يسبق بذالك أحد، وقد تزوج رقية رضي الله عنها فأنجبت له عبد الله بن عثمان وتوفيت، وتوفي عبد الله مبكرا، وتزوج أم كلثوم رضي الله عنها ولم تنجب له.
ولم يكن نسيبا لرسول الله فقط بل كانت له مكانة خاصة عند النبي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:لكل رفيق رفيق في الجنة ورفيقي عثمان بن عفان.(1)
وكان يحضر عند نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم ، وجبريل ينزل الوحي ، ويقول له النبي: أكتب يا عثيم.

تولي عثمان بن عفان الخلافة:

عند وفاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لم يعيّن خليفة بعده، ولكن جعل الأمر شورى بين ستة من الصحابة: عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب، طلحة بن عبيد الله، الزبير بن العوام، سعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وأمر بحضور ابنه عبد الله للنصح فقط.
وقد تنازل بعضهم عن حقه في الخلافة لعبد الرحمن بن عوف، الذي استشار المسلمين بجميع فئاتهم، نساءً ورجالاً، سرا وجهرا، لمدة ثلاثة أيام، وقد اتفق جل الناس وغالبهم على خلاق عثمان بن عفان، باستثناء رأي عمار والمقداد اللذين فضلا علي.
في اليوم الرابع، جمع عبد الرحمن الناس في المسجد، وبايع عثمان على كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وبايع المسلمين عثمان في المسجد، لتُعقد له الخلافة بإجماع المسلمين.

معركة الصواري في عهد عثمان بن عفان:

كان عثمان بن عفان حذِراً في بداية معركة الصواري التي دارت بين المسلمين والبيزنطيين، بسبب أن المسلمين لا تجارب لهم بمعارك في البحر، لكن المصريين كان لهم تاريخ طويل في معارك البحر منذ عهد الفراعنة، وكان لأقباط مصر الدور الأكبر في تجهيز الأسطول وقد عرفت المعركة بذات الصواري، نسبة إلى كثرة سواري السفن التي استخدمت فيها، وكان القتال في بدايته  تراشقا بالنبال والنشاب، فلما نفدت السهام اقتتل الفريقان بالحجارة واتخذ العرب خطة حربية قوية، فربطوا سفنهم بعضها ببعض بالسلاسل مما جعل من المتعذر والصعب على الروم اختراق صفوفهم كذلك استخدم العرب في نفس الوقت خطاطيف طويلة، كانوا يقذفونها على سفن العدو، فيصيبون بها صواريهم، ثم يجرونها إلى جوار سفنهم، فأصبحت المعركة وكأنها معركة برية.
اختلف المؤرخون حول مكان المعركة، فيرى البعض إنها باتجاه المغرب، وهناك من يرى أن المعركة دارت عند شواطئ كيليكيا قرب سواحل الأناضول، الذي تنمو فيه بكثرة الغابات التي يستخرج منها الخشب الصالح لبناء السفن وصواريها .

ظهور الخوارج في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه :

عندما حاصر الخوارج منزل عثمان رضي الله عنه أراد الصحابة القتال ولكن عثمان رضي الله عنه نهاهم ولم يكن يريد سفك الدماء،  وكان عثمان رضي الله عنه يقرأ القرآن في  بيته فأحرق الخوارج الباب ودخلو عليه، فلما كان القرآن بيني يديه تهاب الخوارج المشهد، وكان أول من ط.عن سيدنا عثمان بن عفان هو كنانة بن بشر التجيبي وهو الذي ذب.حه، وقيل سودان بن حمران السكوني بعد أن ط.عنه قتيرة السكوني تسع طع.نات من خنجر، هو الغافقي بن حرب العكي، وهؤلاء المذكورون من أهل مصر، وشاركتهم جماعة من أهل البصرة  كحرقوص بن زهير السعدي وحكيم بن جبلة، ومن أهل الكوفة جماعة مثل الأشتر مالك بن الحارث النخعي.
وقد ق.تل بعد ذالك كل من ساهم من الخوارج ،وآخر رجلين قت.لا بعد أربعين سنة من ذلك قت.لهما الحجاج بن يوسف الثقفي ،من أجل قت.لهما عثمان وهما: عمير بن ضابىء البرجمي، وكميل بن زياد النخعي. ومن الق.تلة  بمدة وكانت قد منعته قبيلته.

استشهاد عثمان بن عفان على يد الخوارج:

تمت مبايعة عثمان بن عفان رضي الله عنه بالخلافة في أول يوم من شهر المحرم عام 24 هـ واستشهد، رحمه الله، يوم الجمعة الموافق 18 من ذي الحجة عام 36 هـ بعد العصر.
دُفن رضي الله عنه ليلة السبت بين صلاتي المغرب والعشاء في حش كوكب بالبقيع، وهو المكان الذي أصبح مقبرة بني أمية, استمرت خلافته اثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يومًا، واستشهد وهو في الخامسة والسبعين من عمره.

              الكاتبة:مارية الزروالي

المصادر
ـــــــــــــــ
1ـ الإمام الذهبي,سير أعلام النبلاء، الجزء28ص 145 دار الرسالة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد