السيرة الذاتية للدكتور محمد راتب النابلسي

السيرة الذاتية للدكتور محمد راتب النابلسي

الدكتور محمد راتب النابلسي هو واحد من أبرز العلماء والدعاة في العالم الإسلامي، وُلد في دمشق في أسرة عِلمية عريقة حيث كان والده من علماء دمشق المعروفين، وقد كان يدرس في مساجد المدينة ولديه مكتبة كبيرة تحتوي على مخطوطات قيمة. منذ طفولته، نشأ الدكتور النابلسي في بيئة علمية وثقافية، وهو ما كان له تأثير كبير على مسيرته العلمية والدعوية.

التعليم والنشأة:

الدكتور محمد راتب النابلسي بدأ دراسته في مدارس دمشق الابتدائية والإعدادية والثانوية، ثم إنتقل إلى معهد إعداد المعلمين حيث تخرج عام 1956م. بعد ذلك، التحق بكلية الآداب في جامعة دمشق، حيث تخصص في اللغة العربية وتخرج منها عام 1964م. ثم واصل دراساته العليا في كلية التربية بجامعة دمشق، حيث حصل على دبلوم التأهيل التربوي بتفوق في عام 1966م. وفي عام 1999م، حصل على شهادة الدكتوراه في التربية من جامعة ترينيتي كوليدج، وذلك بناءً على إنجازاته العلمية وخبراته التربوية الكبيرة.

وفي عام 2015م، تم منح الدكتور النابلسي الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية المفتوحة المتخصصة في العلوم الإسلامية والعربية، تقديرًا لجهوده الكبيرة في خدمة الدعوة الإسلامية.

مسيرته المهنية:

بدأ الدكتور النابلسي حياته المهنية في مجال التعليم حيث عمل في التعليم الثانوي والجامعي. فقد عمل أستاذًا محاضرًا في كلية التربية بجامعة دمشق من عام 1969م حتى عام 1999م، وفي هذه الفترة كان له دور بارز في التعليم والتأليف. بعد ذلك، عمل أستاذًا لمادة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في كليات الشريعة وأصول الدين في جامعة الأزهر بفرع الفتح الإسلامي في دمشق، وكذلك أستاذًا لمادة العقيدة الإسلامية في جامعة أم درمان فرع مجمع أبي النور في دمشق.

شارك الدكتور النابلسي في تأليف العديد من الكتب العلمية، ومن أبرز مؤلفاته كتاب “من أدب الحياة”، الذي كان مقررًا في المناهج الدراسية لشهادة الثانوية في فرعيها الأدبي والعلمي. كما شارك في تأليف كتاب “أصول تدريس اللغة العربية” لطلاب الدراسات العليا في كلية التربية بجامعة دمشق.

دوره في الدعوة الإسلامية:

بدأ الدكتور محمد راتب النابلسي نشاطه الدعوي في وقت مبكر، حيث درس علوم الشريعة على يد العديد من العلماء في دمشق. وقد حصل على إجازة في رواية الحديث الشريف من أستاذه الدكتور الشيخ صبحي الصالح في جامعة دمشق. وفي عام 1974م، بدأ الدكتور النابلسي خطبته على منبر جده الشيخ عبد الغني النابلسي، حيث أسس عددًا من الدروس الأسبوعية التي درَّس فيها العقيدة، التفسير، الحديث، الفقه، والسيرة. هذه الدروس كان لها تأثير كبير في نشر العلم الشرعي في دمشق.

أنشطته الدعوية في سوريا:

كان الدكتور النابلسي من أبرز الشخصيات التي أسهمت في تطوير الحركة الدعوية في دمشق، حيث أسس دروسًا علمية في عدد من المساجد الهامة في المدينة وريفها، من بينها الجامع الأموي الكبير في دمشق. كما قام بتدريس العقيدة لأئمة وخطباء المساجد الذين لا يتحدثون العربية في كلية أصول الدين بجامعة أم درمان فرع مجمع أبي النور في دمشق. كان دوره أيضًا كبيرًا في تضمين مادة الإعجاز العلمي في مناهج معهد الفتح الإسلامي، حيث تم اختيار كتابه “موسوعة الإعجاز العلمي” ليكون الكتاب المقرر لهذه المادة.

علاوة على ذلك، كان الدكتور النابلسي يسعى إلى تأسيس مجمع إسلامي يضم معهدًا للناشئة، وثانوية شرعية، وجامعة إسلامية، وقد تحقق هذا الهدف عام 2006م عندما أسس ثانوية الشيخ عبد الغني النابلسي الشرعية في دمشق، والتي أصبحت واحدة من أهم الثانويات الشرعية في سوريا.

الأنشطة الدعوية خارج سوريا:

لم يقتصر نشاط الدكتور النابلسي على سوريا فحسب، بل كان له حضور مميز في العديد من المؤتمرات الدولية. فقد مثل سوريا في مؤتمرات علمية ودينية مهمة مثل مؤتمر الإسيسكو في الرباط عام 1999م، ومؤتمر الأسرة في أبوظبي عام 1998م. كما شارك في مؤتمر الفقه الإسلامي في ديترويت، الولايات المتحدة الأمريكية، ومؤتمر الشباب المسلم في لوس أنجلوس عام 1999م.

كما شارك في العديد من المؤتمرات الإسلامية في دول عربية مثل مصر وماليزيا والإمارات العربية المتحدة، وفي مؤتمرات علمية دولية في دول مثل إندونيسيا، الجزائر، وألمانيا. وقد قام بإلقاء محاضرات في العديد من الدول الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا، وكذلك في الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا.

الجهود التعليمية والتربوية:

كان للدكتور النابلسي أيضًا دور مهم في تعليم الأجيال الجديدة، فقد أسس معهدًا لتحفيظ القرآن الكريم في دمشق، والذي أصبح له تأثير كبير في تنشئة جيل متميز بالعلم والدين. بالإضافة إلى ذلك، كان يولي اهتمامًا خاصًا بتحقيق توازن بين التعليم الشرعي والسلوك الأخلاقي، مما ساعد في نشوء جيل من الطلاب المتفوقين في مجالات التعليم والدعوة.

وكان من بين مشاريعه التعليمية البارزة إنشاء مجمع الشيخ عبد الغني النابلسي للعلوم الإسلامية في دمشق، الذي أصبح مركزًا علميًا مرموقًا. هذا المجمع يضم معهدًا لتحفيظ القرآن الكريم، وثانوية شرعية، ويسعى حاليًا إلى تطوير جامعة إسلامية متطورة.

خاتمة

الدكتور محمد راتب النابلسي هو واحد من العلماء الذين تركوا بصمة واضحة في مجالي العلم والدعوة الإسلامية، من خلال تخرجه من أعرق الجامعات ومن خلال مؤلفاته وأبحاثه، وكذلك من خلال دوره الفاعل في الدعوة داخل سوريا وخارجها، يظل الدكتور النابلسي نموذجًا للعالم المخلص الذي يسعى دائمًا لخدمة الأمة الإسلامية من خلال العلم والالتزام بالقيم الدينية.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد