نزلات البرد عند الأطفال وكيفية علاجها
نزلات البرد من الأمراض الشائعة التي يصاب بها الأطفال الصغار بشكل متكرر، ورغم أنها قد تبدو في بعض الأحيان بسيطة، إلا أن التعامل معها قد يكون محيرًا في بعض الحالات.
في هذه المقالة، من موقع مدى بلس، سنتناول كيفية التعرف على أعراض نزلات البرد عند الأطفال، أسبابها، مدة بقائها، وطرق العلاج المتاحة، بالإضافة إلى طرق الوقاية التي يمكن أن تساعد في تقليل فرص الإصابة بهذا المرض المزعج.
ما هي نزلات البرد عند الأطفال؟
نزلة البرد هي عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي العلوي، وهي من أكثر الأمراض انتشارًا بين الأطفال. يمكن أن يصاب الطفل بنزلة برد من 8 إلى 10 مرات في السنة خلال أول عامين من عمره. كما تشير الدراسات إلى أن نزلات البرد يمكن أن تستمر من 7 إلى 10 أيام، وفي بعض الأحيان قد تطول لتصل إلى أسبوعين.
تعتبر الفيروسات الأنفية من أبرز الأسباب المسببة لنزلات البرد، حيث تنتقل هذه الفيروسات عن طريق الهواء أو الأسطح الملوثة. وبالرغم من أن نزلات البرد عادة ما تكون خفيفة، إلا أن الأعراض يمكن أن تؤثر على راحة الطفل بشكل كبير.
أعراض نزلات البرد عند الأطفال
تبدأ أعراض نزلة البرد عند الأطفال بشكل تدريجي، وتشمل:
1. سيلان الأنف: يبدأ المخاط مائيًا ثم يصبح أكثر سمكًا وتغير لونه إلى الأصفر أو الأخضر.
2. العطس: يعد العطس من أبرز الأعراض التي تظهر في بداية نزلة البرد.
3. السعال: غالبًا ما يظهر السعال بعد مرور عدة أيام من الإصابة بالبرد، وقد يزداد سوءًا في الليل.
4. الحمى الخفيفة: قد ترتفع درجة حرارة الطفل إلى حوالي 101-102 درجة وغالبًا ما تكون في المساء.
5. التهاب الحلق: قد يشعر الطفل بألم أو حكة في الحلق، وهو أمر قد يكون صعبًا اكتشافه لدى الأطفال الصغار.
6. العيون الدامعة: تظهر هذه الأعراض بشكل متزامن مع أعراض أخرى.
7. التعب وفقدان الشهية: قد يصبح الطفل أكثر تعبًا ويرفض الطعام.
8. تورم الغدد اللمفاوية: تظهر أحيانًا تورمات في الغدد اللمفاوية.
ما الذي يسبب نزلات البرد عند الأطفال؟
تعتبر الفيروسات الأنفية أبرز أسباب نزلات البرد، لكن هناك عوامل أخرى قد تزيد من تعرض الأطفال للإصابة بالبرد، مثل:
الفصول الباردة: غالبًا ما تزداد حالات نزلات البرد في فصل الشتاء بسبب قضاء الأطفال وقتًا أطول في الأماكن المغلقة، مما يزيد من فرص انتقال الفيروسات.
الهواء الجاف: يؤدي الهواء الجاف إلى جفاف الممرات الأنفية، مما يسهل دخول الفيروسات إلى الجهاز التنفسي.
التدخين في المنزل: يزيد التدخين السلبي من خطر إصابة الأطفال بنزلات البرد، لأنه يؤثر سلبًا على جهازهم التنفسي.
مدة نزلات البرد عند الأطفال
تستمر نزلة البرد عادة من 7 إلى 10 أيام، ولكن في بعض الحالات قد تستمر لمدة تصل إلى أسبوعين. أما السعال، فقد يستمر لفترة أطول في بعض الأحيان، ويمكن أن يستمر حتى شهر بعد الإصابة.
كيف تُميز بين نزلة البرد والأنفلونزا؟
رغم أن نزلات البرد والأنفلونزا تتشابه في بعض الأعراض، إلا أن هناك اختلافات واضحة بينهما. أعراض نزلات البرد تظهر بشكل تدريجي وتكون خفيفة نسبيًا، بينما تظهر أعراض الأنفلونزا فجأة وبشدة، مثل الحمى المرتفعة التي تتجاوز 101 درجة فهرنهايت. كما أن الأنفلونزا تؤثر على الطفل بشكل أقوى وتسبب له شعورًا أكبر بالتعب والضيق.
كيفية علاج نزلات البرد عند الأطفال؟
لا يوجد علاج مباشر لنزلات البرد، لكن هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتخفيف الأعراض ومساعدة الطفل على التعافي بسرعة أكبر:
1. إعطاء السوائل: يساعد الماء والعصائر الطبيعية في الحفاظ على رطوبة الجسم، مما يساهم في تخفيف الاحتقان والتسريع في التعافي.
2. استخدام مرطبات الجو: يمكن استخدام جهاز مرطب الهواء البارد لتخفيف احتقان الأنف.
3. قطرات الأنف المالحة: تساعد قطرات الأنف المالحة في تخفيف المخاط المسدود، خاصة للأطفال الذين لا يستطيعون نفخ أنوفهم.
4. استخدام الكمادات الباردة: قد تساعد الكمادات الباردة على خفض درجة حرارة الطفل في حال ارتفاعها.
5. تقديم الأدوية المخفضة للحرارة: يمكن استشارة الطبيب حول استخدام الأدوية مثل الأسيتامينوفين أو الأيبوبروفين في حال كانت درجة الحرارة مرتفعة.
ما الذي يمكن تقديمه لطفل عمره سنة واحدة؟
في هذا العمر، لا يستطيع الطفل نفخ أنفه بمفرده، لذلك يمكنك استخدام قطرات الأنف المالحة لإزالة المخاط الزائد. أيضًا، يمكن رفع رأس السرير قليلاً باستخدام وسائد تحت المرتبة للمساعدة في تقليل الاحتقان.
متى يجب استشارة الطبيب؟
يجب الاتصال بالطبيب إذا كانت درجة حرارة الطفل تتجاوز 100.4 درجة فهرنهايت، أو إذا استمرت الأعراض لأكثر من 10 أيام. كذلك، إذا لاحظت أي أعراض غير طبيعية مثل صعوبة التنفس، أو إفرازات أنفية صفراء مع رائحة كريهة، أو تورم في الغدد اللمفاوية، فيجب استشارة الطبيب فورًا.
طرق الوقاية من نزلات البرد عند الأطفال
أفضل طريقة لحماية طفلك من نزلات البرد هي تعليمهم كيفية غسل اليدين بشكل منتظم، خاصة قبل تناول الطعام وبعد استخدام الحمام. كما ينبغي تجنب الأماكن المزدحمة وتجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين بنزلة برد.
الخلاصة
على الرغم من أن نزلات البرد قد تكون مزعجة للأطفال وأولياء الأمور، إلا أن معظمها لا يشكل خطرًا كبيرًا ويختفي من تلقاء نفسه. مع بعض الراحة والعناية، يمكن لطفلك الشفاء بسرعة والعودة إلى نشاطه الطبيعي. لكن إذا استمرت الأعراض أو كانت شديدة، من المهم استشارة الطبيب للتأكد من أنه لا يوجد أي مضاعفات قد تؤثر على صحة طفلك.