دونالد ترامب(donald trump)الرئيس الأمريكي المثير للجدل

دونالد ترامب: الرئيس الأمريكي المثير للجدل

دونالد ترامب، الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية، يعتبر من أبرز الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ السياسي الحديث.

تولى منصب الرئاسة في 2017 وظل في المنصب حتى 2021، ليترك بصمة لا تُنسى في الساحة السياسية الأمريكية والعالمية، لم تكن فترة رئاسته خالية من الجدل والانقسامات، بل كانت مليئة بالقرارات الجريئة التي أثارت الكثير من النقاشات، مما جعل ترامب دائمًا محط أنظار وسائل الإعلام والجمهور.

في هذا المقال، من موقع مدى بلس سنتناول أبرز محطات حياة ترامب السياسية، بالإضافة إلى تأثيره على الولايات المتحدة والعالم.

نشأة دونالد ترامب وبداياته في عالم الأعمال

وُلد دونالد ترامب في 14 يونيو 1946 في مدينة نيويورك، كان ينحدر من أسرة ذات نفوذ في مجال العقارات، حيث كان والده، فريد ترامب، يعمل في هذا المجال، لم يكن ترامب غريبًا عن عالم الأعمال منذ صغره، فقد انخرط في العمل التجاري بعد تخرجه من جامعة بنسلفانيا في عام 1968. سرعان ما أثبت نفسه في مجال العقارات وأصبح اسم “ترامب” علامة تجارية مشهورة، خاصة في مدينة نيويورك.

ترامب في مجال العقارات والاقتصاد

قبل دخوله إلى عالم السياسة، كان دونالد ترامب مطورًا عقاريًا ناجحًا. امتلك أو أدار العديد من الفنادق الفاخرة، الكازينوهات، المنتجعات السياحية، بالإضافة إلى مشاريع سكنية وتجارية. كان يشتهر بأسلوبه في إدارة الأعمال الذي يعتمد على الجرأة والمخاطرة، حيث كان يطرح نفسه دائمًا كمنقذ للعديد من المشاريع العقارية الكبرى.

توسعت إمبراطوريته العقارية لتشمل العديد من الدول حول العالم، ولعب اسم “ترامب” دورًا رئيسيًا في الترويج لعلامات تجارية مختلفة مثل الملابس والعطور. كما كانت لديه تجربة في مجال التعليم، حيث أسس “جامعة ترامب” لتقديم دورات تدريبية في العقارات، لكنها سرعان ما أغلقت بعد فترة قصيرة.

صعود ترامب إلى الرئاسة

دخل ترامب الساحة السياسية في عام 2015 عندما أعلن عن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية. في البداية، كان العديد من المحللين السياسيين يشككون في قدرته على النجاح نظرًا لافتقاره إلى الخبرة السياسية. ولكن بفضل خطابه الصريح والجرأة في تقديم وعوده، جذب ترامب قاعدة دعم واسعة من الأمريكيين الذين كانوا يشعرون بالإحباط من النظام السياسي التقليدي. في نوفمبر 2016، فاجأ ترامب الجميع بفوزه في الانتخابات الرئاسية ضد هيلاري كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطي، ليصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة.

فترة رئاسة ترامب: القرارات الجريئة والسياسات المثيرة للجدل

لم تكن فترة رئاسة ترامب خالية من الجدل، فقد اتخذ العديد من القرارات المثيرة للجدل، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي. في الداخل، بدأ ترامب بفصل نفسه عن العديد من السياسات التي كانت سائدة في الإدارات السابقة. من بين أبرز قراراته كان الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، وإلغاء العديد من اللوائح البيئية التي كانت تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية.

كما كانت سياسته الاقتصادية قائمة على فرض ضرائب منخفضة على الشركات والأفراد، مما اعتبره البعض خطوة لتحفيز الاقتصاد، في حين اعتبره آخرون تهديدًا للمساواة الاجتماعية. كما انتقد ترامب بشدة الاتفاقات التجارية الدولية مثل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (NAFTA) واتفاقيات أخرى، مما أثار العديد من النقاشات حول مستقبل التجارة العالمية.

على الصعيد الخارجي، اتبع ترامب سياسة “أمريكا أولاً”، مما يعني أنه كان يسعى إلى تقليص التدخلات العسكرية الأمريكية في الخارج وتعزيز المصالح الاقتصادية الأمريكية. وكان من أبرز قراراته الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مما أثار ردود فعل متباينة في العالم العربي والعالم.

العزل والاتهامات القضائية

لم تكن فترة رئاسة ترامب خالية من الأزمات القانونية. في عام 2019، أصبح ترامب ثالث رئيس أمريكي في التاريخ الذي يتم عزله من قبل مجلس النواب الأمريكي، وذلك بتهم تتعلق بإساءة استخدام السلطة وعرقلة سير العدالة على خلفية فضيحة أوكرانيا. وعلى الرغم من ذلك، تم تبرئته من التهم الموجهة إليه من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي.

وفي عام 2021، بعد الهجوم على مبنى الكابيتول الأمريكي من قبل أنصاره في 6 يناير، تعرض ترامب لاتهام آخر بالتحريض على التمرد، وكان هذا العزل هو الثاني في فترة رئاسته، ليصبح الرئيس الوحيد الذي يتعرض لهذه الحالة مرتين. لكن مرة أخرى، تم تبرئته من قبل مجلس الشيوخ.

خسارة ترامب انتخابات 2020

في عام 2020، خاض ترامب انتخابات رئاسية ضد منافسه الديمقراطي، جو بايدن. على الرغم من أنه حصل على 232 صوتًا في المجمع الانتخابي، إلا أنه خسر أمام بايدن الذي فاز بـ306 أصوات. كما خسر ترامب في التصويت الشعبي بفارق أكثر من سبعة ملايين صوت. ومع ذلك، رفض ترامب الاعتراف بهزيمته، وقدم مزاعم بأن الانتخابات كانت مزورة، وهي مزاعم لم يتم إثباتها قانونيًا.

التهم القضائية بعد الرئاسة

بعد مغادرته البيت الأبيض، واجه ترامب سلسلة من التهم القضائية. في مارس 2023، تم توجيه تهمة دفع أموال سرية لنجمة الأفلام الإباح،ية ستورمي دانيلز، في قضية تعود إلى عام 2016. وفي يونيو من نفس العام، تم توجيه تهم أخرى تتعلق بالاحتفاظ بوثائق سرية بعد مغادرته منصبه. في أغسطس 2023، وُجهت إليه تهم تتعلق بمحاولاته إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020، وفي ذات الشهر، وُجهت تهم أخرى في ولاية جورجيا تتعلق بمحاولاته قلب نتائج الانتخابات.

ترامب في الانتخابات المقبلة

في 2024، قرر ترامب العودة للترشح للرئاسة مجددًا في مواجهة الرئيس الحالي جو بايدن، ليصبح بذلك مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة. هذه العودة تؤكد أن ترامب لا يزال شخصية ذات تأثير كبير في السياسة الأمريكية، وما زال يشكل جزءًا محوريًا في النقاشات السياسية.

الخاتمة

دونالد ترامب يظل شخصية مثيرة للجدل، حيث جمع بين الإنجازات والإخفاقات خلال فترة رئاسته وبعدها. رغم الجدل الذي يحيط به، فإن تأثيره السياسي لا يمكن تجاهله، سواء على الصعيد الداخلي أو العالمي. من قراراته الجريئة إلى التهم القضائية التي تلاحقه، يبقى ترامب أحد أبرز الشخصيات في التاريخ الأمريكي الحديث.

_____________________________

المراجع

دونالد ترامب تم الاطلاع عليه في 15 فبراير 2024.

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد